السلام عليكم ورحمة الله تعالى وبركاته
فيينا مدينة «الحب والأنس » «متحف» كبير يختزن ذاكرة قرون
معلومات باللغة العربية
لطالما أطربنا صوت أسمهان في أغنية «ليالي الأنس في فيينا»، تستثير فينا المخيلة لترسم لوحات عن مشهد العاصمة النمسوية، التي تُعرف أيضاً بـ «مدينة الحب والموسيقى».
وعندما تطأ قدماك أرض فيينا، تنكشف أمامك صور أروع مما صوّرته المخيلة، إذ تجسّد هذه المدينة العريقة الى شهرتها كمدينة لـ «الحب والموسيقى»، قصة تاريخ إمبراطورية أمسكت بزمام السياسة في القارة العجوز لقرون غابرة، تحكيها القصور والمعالم الأثرية. فـ «فيينا» عبارة عن متحف كبير، مقتنياته قصور وحصون ومتاحف ودور أوبرا ونصب لأباطرة النمسا، معروضة في الهواء الطلق على مساحات شاسعة، تلتحف سماء رمادية تعكسها غيوم الشتاء.
ولا تقتصر مفاتن المعالم الأثرية على القصور وغيرها بل تنسحب على فنادقها ومراكزها التجارية، التي تستوقفك قناطرها ومداخلها قبل الدخول اليها لالتقاط صورة أمام تمثال هنا ومجسم هناك، لأنه يحكي أيضاً قصة يرويها لك الدليل السياحي.
وتفسح لك فيينا التقاط مشاهد أزمنة القرون الوسطى، فهي تسمح لك أيضاً استعادة لحظات عيش فيها بركوب عربة تجرها الخيل. إذ هكذا انتقلنا الى دار أوبرا «كورسالون» لحضور حفلة موسيقية لموزارت وشتراوس. وفي الطريق وسط النسيم البارد الذي يلفح الوجنتين، تأخذك متعة الرحلة، فلا تقطعها وسائل الحداثة المتجاورة، إذ تغلب على تركيزك نقرات نضوة الحصان ومشاهدة المدينة ليلاً المضاءة بشتى الألوان. وتكتمل الصورة لدى الوصول الى باحة الأوبرا والنزول من العربة فتجد من يمسك يدك لمساعدتك في الترجل، وكأنك أمام فيلم تاريخي. كل ذلك توفره «فيينا التي تنتظرك» وهو شعار استراتيجية سياحية وُضعت لتسويق «فيينا» تمتد حتى عام 2010.
ويُضاف الى مشهد فيينا التاريخي تميزها بالأناقة والرقي والهدوء، ويعبر عن هذه الميزات أسلوب تعامل الناس، كما يمكن ملاحظة الهدوء والنظام على الطرق العامة أو الفرعية. إذ في خضم الازدحام على الطرق وتعدد وسائل النقل، من السيارة الحديثة الى التراموي والعربة التي تجرها الخيل والتي تتخذ المسار ذاته على الطريق العامة، يمكن أن تسير لساعات من أن دون أن يؤذي أذنيك بوق سيارة وأن يخنقك دخان عادم (سيارة)، حتى أن الترامواي لا ينفّرك بل ينبهك الى مروره.
تُعتبر فيينا واحدة من أنجح المدن الكبيرة الجاذبة للسياح، وهي ممتعة في الشتاء، على رغم اللون الرمادي الذي تكتسيه أجواء المدينة، والنسمة الباردة التي تتغلغل في شوارعها. ويستغرب أهل المدينة تأخر هطول الأمطار والثلوج حتى مطلع كانون الأول (ديسمبر)، فقال من رافقونا في الرحلة بدعوة من «مجلس فيينا السياحي» المسؤول عن التسويق والترويج للسياحة، أن هذا التأخير «من حظكم لتكون الرحلة غير قارصة». ولكن لعلنا كنا نرغب ربما في رؤية الثلوج تكسو كل هذه المعالم.
لذا لا ملل في زيارة فيينا في الشتاء، إذ تتصادف مع بداية الاحتفالات والتحضير لعيدي الميلاد ورأس السنة، حيث تُضاف الى متعة زيارة القصور والمعالم التاريخية والاستماع الى حكاياتها، لذة التجوال في الأسواق القائمة التي تلبس حلة الأعياد وتزدان بزينته وأضوائه، إضافة الى الأسواق التي تستحدثها المدينة، وهي تنتشر أمام باحة قصر «شن برن» SCHOENN BRUNN و «مبنى البلدية» الأثري وفي الشوارع الفاصلة بين الفنادق أو المواقع الأثرية، لتكون على مقربة من جميع الزوار أينما حلوا في أرجاء المدينة. فضلاً عن كل ذلك تزدحم برامج الحفلات الموسيقية التي تخلد ذكرى موزارت وشتراوس. ويمكن أن تستمتع بروائع موسيقاهما أينما حللت في الفندق أو في المحال التجارية.
وتبدأ رحلة الاستمتاع بهذه الموسيقى لدى الوصول الى فندق «غران أوتيل» الذي استضاف المدعوين من الإعلاميين، والدخول الى غرفتك المحجوزة حيث تستقبلك تحفة «لو دانوب بلو» (الدانوب الأزرق) تصدح في أرجاء الغرفة.
لا تقتصر متعة زيارة فيينا على التعرف الى الإرث التاريخي الذي تحتضنه، والنشاطات الشتوية من تزلج وأسواق ميلادية مبهجة بأضوائها وزحمتها، بل تمتد هذه المتعة الى تذوق الحلويات «الفيينوازية» التي تكسب فيينا شهرة إضافية في صناعتها، من أنواع «الكاتو» والشوكولا. ويمكن زيارة متجر «شوكولاديه كوينغ» لتذوق أطايب الشوكولا المصنع يدوياً، إذ كان صاحبه لسنوات ليست بعيدة بائع أزرار تحول الى صانع شوكولا، وهو لا يزال يحتفظ في الرفوف العليا في محله ببضع علب أزرار من بقايا التجارة القديمة. وربما هناك مقاربة بين شكل الزر وحبة الشوكولا التي يصنعها، إذ تتخذ أشكالاً مختلفة وجميلة كالأزرار التي تزين الملابس. كما يمكن زيارة باتيسري «فندق ساخار» المشهور بصناعة الكاتو. أما أصناف القهوة الفيينوازية التي تطلبها في مقاه في بيروت أو في عواصم أخرى، فيمكنك تذوق الأصلية منها في مقاهي فيينا. فتتناول فنجان قهوة أو كابوتشينو أو أي نوع آخر، مستمعاً الى شرح عن نوعية القهوة ونكهتها وطريقة صنعها وأصلها حتى طريقة ارتشافها.
قصر «شن برن»
لا بد لدى زيارة فيينا التي تختزن ذاكرة عائلة ملكية حكمت لقرون، من التعرّف على تفاصيل حياة هذه العائلة في القصور التي عاشت فيها. فقصر «شن برن» أي «النبع الجميل» الذي يعد من أهم المعالم الثقافية في النمسا، وتحول منذ العام 1960 الى واحدة من أهم نقاط الجذب السياحي، بُني بعد الغزو التركي للنمسا عام 1683 وصممت حدائقه عام 1695. وتعرض الغرف التي فتحت للجمهور (45 من أصل 1441 غرفة) إرث العائلة الملكية، بدءاً من شقق إقامة الامبراطور فرانز جوزف وزوجته إليزابيت. ويمكن التعرف من خلال التجوال في غرفه الى تفاصيل حياة هذه العائلة التي تختزن أسرار السياسة والحياة الشخصية. وتتمتع التصاميم الداخلية والجدران المزخرفة بألوان دافئة، فضلاً عن اللوحات الزيتية التي تعرّفك الى وجوه أعضاء العائلة وحكاية حياتهم اليومية، ووسائل العيش التي كانوا يعتمدونها.
وتنكشف لك من خلال النوافذ العملاقة لهذا القصر حدائق مصممة منذ عهد الملكة ماريا تريزا وتحمل الطابع الفرنسي، وتنتهي بقناطر «ذي غلورييت»، حيث يمكن مشاهدة منظر بانورامي لها وللمدينة. ويزور قصر شن برن سنوياً حوالي 6.7 مليون سائح. ووُضع القصر على قائمة الإرث الثقافي لليونيسكو.
قصر «فيينا هوفبرغ»
شكل قصر «فيينا هوفبرغ» المقر الرئيسي لسلالة هابسبرغ HABSBURG لأكثر من 600 عام، أي منذ عهد رودولف الأول عام 1279 حتى عهد شارلز الأول عام 1918، كما يضم مدرسة الفروسية الملكية الاسبانية. ويضم 18 جناحاً و2600 غرفة. تشغله الآن رئاسة الجمهورية في النمسا ووزارات ومكاتب الادارات العامة. ويضم ثلاثة متاحف، منها متحف الملكة إليزابيت التي يطلق عليها النمساويون إسم «سي سي» SISSI. افتتح عام 2004 في الذكرى الـ150 لزواج اليزابيت والامبراطور فرانز جوزف، ويروي تفاصيل حياة هذه الملكة التي قُتلت في 10 ايلول (سبتمبر) عام 1898 ، وقد صدم مقتلها أوروبا. ويكشف المتحف شخصية اليزابيت، التي تمتد تفاصيل روايتها على مساحة ست غرف. وكانت اليزابيت التي ترعرعت في بافاريا وصلت الى فيينا في عمر الـ16 للزواج من إبن عمها فانز جوزف. لكنها ما لبثت أن شعرت منذ اليوم الأول أنها مقيدة بدورها كإمبراطورة للنمسا. وكانت تتهرب من واجباتها الرسمية الى ممارسة الرياضة. ويعرض المتحف المجموعة الفضية والبورسلان العائدة للعائلة، ويضم 7000 قطعة، إضافة الى 300 قطعة خاصة بالملكة «سي سي».
لذا تشاهد في جولة التسوق في شوارع فيينا متاجر كثيرة تبيع تذكارات يغلب عليها البورسلان والزجاج بأشكال وأحجام مختلفة، تحمل صوراً لأفراد العائلة، ولمناظر من فيينا وريفها وقصورها.
بلدية فيينا
قصر بلدية فيينا الذي يشكل بذاته تحفة أثرية، يشع ليلاً بألوان مبهرة، فتظهر تصاميمه الرائعة في شكل لافت. وتضج ساحته بحركة المتسوقين حيث تفترش ساحته التي يتوسطها شجرة الميلاد العملاقة، سوق خاصة بالميلاد تعرض كل أنواع السلع والمأكولات التي تشتهر بها فيينا. ويمكن التجوال في أرجائه في قطار. كما تنظم نشاطات خاصة للأولاد حيث تجد في أحد البيوت المستحدثة جدة تجلس الى كرسي هزاز، فيجلس الأطفال أمامها للاستماع الى قصص الميلاد. أما في داخل مبنى البلدية، فتدور ورشة عمل لأطفال حيث يصنعون الألعاب والهدايا والحلويات، كواجب مقابل حصولهم على هدية العيد. ويعود ريع ما ينتجونه الى عائلات محتاجة. وتصنع في هذه الورشة حوالي 70 ألف هدية ميلاد سنوياً.
وتتكرر أسواق الميلاد في شتى ساحات القصور والنصب التذكارية لحكام هذا البلد، وفي الشوارع الفاصلة لأسواق تجارية والقريبة من الفنادق لتكون في متناول كل زائر ولتوفر له الخيارات في التسوق. وفي كل سوق يمكن لك أن تتذوق ما تصنعه أفران هذه المدينة أو محال الحلويات فيها.
الفنادق في فيينا
تتمايز فيينا بشبكة فنادق تجمع العراقة في التاريخ والحداثة. إذ يتنوع فن العمارة بين الفندق القديم التاريخي الذي يعود الى القرون السابقة، فتخاله أحد المعالم الأثرية للوهلة الأولى، مثل «غراند أوتيل» الذي يحكي تاريخاً طويلاً، وهو قائم منذ عام 1862، وتحول الى فندق عام 1870 ليكون الأول والأكبر في فيينا. وفي عام 1958 بيع الى الحكومة النمسوية، ثم قدمته الى وكالة الطاقة الذرية الدولية ليكون مقرها الرئيسي لفترة 20 عاماً. وفي عام 2002 اشترت مجموعة «جي جي دبليو» للفنادق والمنتجعات الفندق. ويتميز بخدمات ممتازة وراقية تعبر عن مستوى المدينة. وهو يضم 205 غرف وجناح، وثلاثة مطاعم، وست قاعات للمؤتمرات والاجتماعات تتسع لـ480 شخصاً. وتوفر الغرف كل التسهيلات والخدمات.
ويجاور فندق «غراند أوتيل» فنادق عريقة أخرى مثل «ساخار» و»إمبريال»، وتمتزج هذه الفنادق الأثرية الواقعة في وسط المدينة مع الحداثة المتمثلة بوجود فنادق بأبنية حديثة، مثل فندق «دو أند كو»، الذي يمتاز بهندسة مميزة في عالم البناء والفن الحديث، ذات الأشكال الهندسية المتفاوتة بين النصف بيضاوي والنصف دائري والتي يدخل فيها الزجاج والفولاذ. ويقصد كثيرون هذا الفندق ليس فقط للإقامة فيه، بل لتذوق المأكولات التي تحضر على أيدي أهم الطباخين الأوروبيين.
فيينا مدينة «الحب والأنس » «متحف» كبير يختزن ذاكرة قرون
معلومات باللغة العربية
لطالما أطربنا صوت أسمهان في أغنية «ليالي الأنس في فيينا»، تستثير فينا المخيلة لترسم لوحات عن مشهد العاصمة النمسوية، التي تُعرف أيضاً بـ «مدينة الحب والموسيقى».
وعندما تطأ قدماك أرض فيينا، تنكشف أمامك صور أروع مما صوّرته المخيلة، إذ تجسّد هذه المدينة العريقة الى شهرتها كمدينة لـ «الحب والموسيقى»، قصة تاريخ إمبراطورية أمسكت بزمام السياسة في القارة العجوز لقرون غابرة، تحكيها القصور والمعالم الأثرية. فـ «فيينا» عبارة عن متحف كبير، مقتنياته قصور وحصون ومتاحف ودور أوبرا ونصب لأباطرة النمسا، معروضة في الهواء الطلق على مساحات شاسعة، تلتحف سماء رمادية تعكسها غيوم الشتاء.
ولا تقتصر مفاتن المعالم الأثرية على القصور وغيرها بل تنسحب على فنادقها ومراكزها التجارية، التي تستوقفك قناطرها ومداخلها قبل الدخول اليها لالتقاط صورة أمام تمثال هنا ومجسم هناك، لأنه يحكي أيضاً قصة يرويها لك الدليل السياحي.
وتفسح لك فيينا التقاط مشاهد أزمنة القرون الوسطى، فهي تسمح لك أيضاً استعادة لحظات عيش فيها بركوب عربة تجرها الخيل. إذ هكذا انتقلنا الى دار أوبرا «كورسالون» لحضور حفلة موسيقية لموزارت وشتراوس. وفي الطريق وسط النسيم البارد الذي يلفح الوجنتين، تأخذك متعة الرحلة، فلا تقطعها وسائل الحداثة المتجاورة، إذ تغلب على تركيزك نقرات نضوة الحصان ومشاهدة المدينة ليلاً المضاءة بشتى الألوان. وتكتمل الصورة لدى الوصول الى باحة الأوبرا والنزول من العربة فتجد من يمسك يدك لمساعدتك في الترجل، وكأنك أمام فيلم تاريخي. كل ذلك توفره «فيينا التي تنتظرك» وهو شعار استراتيجية سياحية وُضعت لتسويق «فيينا» تمتد حتى عام 2010.
ويُضاف الى مشهد فيينا التاريخي تميزها بالأناقة والرقي والهدوء، ويعبر عن هذه الميزات أسلوب تعامل الناس، كما يمكن ملاحظة الهدوء والنظام على الطرق العامة أو الفرعية. إذ في خضم الازدحام على الطرق وتعدد وسائل النقل، من السيارة الحديثة الى التراموي والعربة التي تجرها الخيل والتي تتخذ المسار ذاته على الطريق العامة، يمكن أن تسير لساعات من أن دون أن يؤذي أذنيك بوق سيارة وأن يخنقك دخان عادم (سيارة)، حتى أن الترامواي لا ينفّرك بل ينبهك الى مروره.
تُعتبر فيينا واحدة من أنجح المدن الكبيرة الجاذبة للسياح، وهي ممتعة في الشتاء، على رغم اللون الرمادي الذي تكتسيه أجواء المدينة، والنسمة الباردة التي تتغلغل في شوارعها. ويستغرب أهل المدينة تأخر هطول الأمطار والثلوج حتى مطلع كانون الأول (ديسمبر)، فقال من رافقونا في الرحلة بدعوة من «مجلس فيينا السياحي» المسؤول عن التسويق والترويج للسياحة، أن هذا التأخير «من حظكم لتكون الرحلة غير قارصة». ولكن لعلنا كنا نرغب ربما في رؤية الثلوج تكسو كل هذه المعالم.
لذا لا ملل في زيارة فيينا في الشتاء، إذ تتصادف مع بداية الاحتفالات والتحضير لعيدي الميلاد ورأس السنة، حيث تُضاف الى متعة زيارة القصور والمعالم التاريخية والاستماع الى حكاياتها، لذة التجوال في الأسواق القائمة التي تلبس حلة الأعياد وتزدان بزينته وأضوائه، إضافة الى الأسواق التي تستحدثها المدينة، وهي تنتشر أمام باحة قصر «شن برن» SCHOENN BRUNN و «مبنى البلدية» الأثري وفي الشوارع الفاصلة بين الفنادق أو المواقع الأثرية، لتكون على مقربة من جميع الزوار أينما حلوا في أرجاء المدينة. فضلاً عن كل ذلك تزدحم برامج الحفلات الموسيقية التي تخلد ذكرى موزارت وشتراوس. ويمكن أن تستمتع بروائع موسيقاهما أينما حللت في الفندق أو في المحال التجارية.
وتبدأ رحلة الاستمتاع بهذه الموسيقى لدى الوصول الى فندق «غران أوتيل» الذي استضاف المدعوين من الإعلاميين، والدخول الى غرفتك المحجوزة حيث تستقبلك تحفة «لو دانوب بلو» (الدانوب الأزرق) تصدح في أرجاء الغرفة.
لا تقتصر متعة زيارة فيينا على التعرف الى الإرث التاريخي الذي تحتضنه، والنشاطات الشتوية من تزلج وأسواق ميلادية مبهجة بأضوائها وزحمتها، بل تمتد هذه المتعة الى تذوق الحلويات «الفيينوازية» التي تكسب فيينا شهرة إضافية في صناعتها، من أنواع «الكاتو» والشوكولا. ويمكن زيارة متجر «شوكولاديه كوينغ» لتذوق أطايب الشوكولا المصنع يدوياً، إذ كان صاحبه لسنوات ليست بعيدة بائع أزرار تحول الى صانع شوكولا، وهو لا يزال يحتفظ في الرفوف العليا في محله ببضع علب أزرار من بقايا التجارة القديمة. وربما هناك مقاربة بين شكل الزر وحبة الشوكولا التي يصنعها، إذ تتخذ أشكالاً مختلفة وجميلة كالأزرار التي تزين الملابس. كما يمكن زيارة باتيسري «فندق ساخار» المشهور بصناعة الكاتو. أما أصناف القهوة الفيينوازية التي تطلبها في مقاه في بيروت أو في عواصم أخرى، فيمكنك تذوق الأصلية منها في مقاهي فيينا. فتتناول فنجان قهوة أو كابوتشينو أو أي نوع آخر، مستمعاً الى شرح عن نوعية القهوة ونكهتها وطريقة صنعها وأصلها حتى طريقة ارتشافها.
قصر «شن برن»
لا بد لدى زيارة فيينا التي تختزن ذاكرة عائلة ملكية حكمت لقرون، من التعرّف على تفاصيل حياة هذه العائلة في القصور التي عاشت فيها. فقصر «شن برن» أي «النبع الجميل» الذي يعد من أهم المعالم الثقافية في النمسا، وتحول منذ العام 1960 الى واحدة من أهم نقاط الجذب السياحي، بُني بعد الغزو التركي للنمسا عام 1683 وصممت حدائقه عام 1695. وتعرض الغرف التي فتحت للجمهور (45 من أصل 1441 غرفة) إرث العائلة الملكية، بدءاً من شقق إقامة الامبراطور فرانز جوزف وزوجته إليزابيت. ويمكن التعرف من خلال التجوال في غرفه الى تفاصيل حياة هذه العائلة التي تختزن أسرار السياسة والحياة الشخصية. وتتمتع التصاميم الداخلية والجدران المزخرفة بألوان دافئة، فضلاً عن اللوحات الزيتية التي تعرّفك الى وجوه أعضاء العائلة وحكاية حياتهم اليومية، ووسائل العيش التي كانوا يعتمدونها.
وتنكشف لك من خلال النوافذ العملاقة لهذا القصر حدائق مصممة منذ عهد الملكة ماريا تريزا وتحمل الطابع الفرنسي، وتنتهي بقناطر «ذي غلورييت»، حيث يمكن مشاهدة منظر بانورامي لها وللمدينة. ويزور قصر شن برن سنوياً حوالي 6.7 مليون سائح. ووُضع القصر على قائمة الإرث الثقافي لليونيسكو.
قصر «فيينا هوفبرغ»
شكل قصر «فيينا هوفبرغ» المقر الرئيسي لسلالة هابسبرغ HABSBURG لأكثر من 600 عام، أي منذ عهد رودولف الأول عام 1279 حتى عهد شارلز الأول عام 1918، كما يضم مدرسة الفروسية الملكية الاسبانية. ويضم 18 جناحاً و2600 غرفة. تشغله الآن رئاسة الجمهورية في النمسا ووزارات ومكاتب الادارات العامة. ويضم ثلاثة متاحف، منها متحف الملكة إليزابيت التي يطلق عليها النمساويون إسم «سي سي» SISSI. افتتح عام 2004 في الذكرى الـ150 لزواج اليزابيت والامبراطور فرانز جوزف، ويروي تفاصيل حياة هذه الملكة التي قُتلت في 10 ايلول (سبتمبر) عام 1898 ، وقد صدم مقتلها أوروبا. ويكشف المتحف شخصية اليزابيت، التي تمتد تفاصيل روايتها على مساحة ست غرف. وكانت اليزابيت التي ترعرعت في بافاريا وصلت الى فيينا في عمر الـ16 للزواج من إبن عمها فانز جوزف. لكنها ما لبثت أن شعرت منذ اليوم الأول أنها مقيدة بدورها كإمبراطورة للنمسا. وكانت تتهرب من واجباتها الرسمية الى ممارسة الرياضة. ويعرض المتحف المجموعة الفضية والبورسلان العائدة للعائلة، ويضم 7000 قطعة، إضافة الى 300 قطعة خاصة بالملكة «سي سي».
لذا تشاهد في جولة التسوق في شوارع فيينا متاجر كثيرة تبيع تذكارات يغلب عليها البورسلان والزجاج بأشكال وأحجام مختلفة، تحمل صوراً لأفراد العائلة، ولمناظر من فيينا وريفها وقصورها.
بلدية فيينا
قصر بلدية فيينا الذي يشكل بذاته تحفة أثرية، يشع ليلاً بألوان مبهرة، فتظهر تصاميمه الرائعة في شكل لافت. وتضج ساحته بحركة المتسوقين حيث تفترش ساحته التي يتوسطها شجرة الميلاد العملاقة، سوق خاصة بالميلاد تعرض كل أنواع السلع والمأكولات التي تشتهر بها فيينا. ويمكن التجوال في أرجائه في قطار. كما تنظم نشاطات خاصة للأولاد حيث تجد في أحد البيوت المستحدثة جدة تجلس الى كرسي هزاز، فيجلس الأطفال أمامها للاستماع الى قصص الميلاد. أما في داخل مبنى البلدية، فتدور ورشة عمل لأطفال حيث يصنعون الألعاب والهدايا والحلويات، كواجب مقابل حصولهم على هدية العيد. ويعود ريع ما ينتجونه الى عائلات محتاجة. وتصنع في هذه الورشة حوالي 70 ألف هدية ميلاد سنوياً.
وتتكرر أسواق الميلاد في شتى ساحات القصور والنصب التذكارية لحكام هذا البلد، وفي الشوارع الفاصلة لأسواق تجارية والقريبة من الفنادق لتكون في متناول كل زائر ولتوفر له الخيارات في التسوق. وفي كل سوق يمكن لك أن تتذوق ما تصنعه أفران هذه المدينة أو محال الحلويات فيها.
الفنادق في فيينا
تتمايز فيينا بشبكة فنادق تجمع العراقة في التاريخ والحداثة. إذ يتنوع فن العمارة بين الفندق القديم التاريخي الذي يعود الى القرون السابقة، فتخاله أحد المعالم الأثرية للوهلة الأولى، مثل «غراند أوتيل» الذي يحكي تاريخاً طويلاً، وهو قائم منذ عام 1862، وتحول الى فندق عام 1870 ليكون الأول والأكبر في فيينا. وفي عام 1958 بيع الى الحكومة النمسوية، ثم قدمته الى وكالة الطاقة الذرية الدولية ليكون مقرها الرئيسي لفترة 20 عاماً. وفي عام 2002 اشترت مجموعة «جي جي دبليو» للفنادق والمنتجعات الفندق. ويتميز بخدمات ممتازة وراقية تعبر عن مستوى المدينة. وهو يضم 205 غرف وجناح، وثلاثة مطاعم، وست قاعات للمؤتمرات والاجتماعات تتسع لـ480 شخصاً. وتوفر الغرف كل التسهيلات والخدمات.
ويجاور فندق «غراند أوتيل» فنادق عريقة أخرى مثل «ساخار» و»إمبريال»، وتمتزج هذه الفنادق الأثرية الواقعة في وسط المدينة مع الحداثة المتمثلة بوجود فنادق بأبنية حديثة، مثل فندق «دو أند كو»، الذي يمتاز بهندسة مميزة في عالم البناء والفن الحديث، ذات الأشكال الهندسية المتفاوتة بين النصف بيضاوي والنصف دائري والتي يدخل فيها الزجاج والفولاذ. ويقصد كثيرون هذا الفندق ليس فقط للإقامة فيه، بل لتذوق المأكولات التي تحضر على أيدي أهم الطباخين الأوروبيين.
السبت أغسطس 15, 2009 12:35 am من طرف دموع الاحزان
» جميع إصدارات المسنجر الاصلية MSN Messenger
السبت أغسطس 15, 2009 12:16 am من طرف دموع الاحزان
» خواطر حب رائعة خواطر حب جميلة خواطر حب رومانسية
الخميس يوليو 30, 2009 10:21 am من طرف دموع الاحزان
» أيتها الروح التي لامست قلبي لكي مني سلاما
الإثنين يوليو 27, 2009 9:08 am من طرف دموع الاحزان
» قصيدة حب رائعة ومئلمة جدا
الأحد يوليو 26, 2009 2:49 pm من طرف العاشقة السمراء
» عاجل: من يحب القران ؟ اردي الجواب فمن يحبه ليدخل على الموضوع منفضلكم
الإثنين يونيو 22, 2009 1:41 am من طرف دموع الاحزان
» لنرحب بلعضوه الجديده MisS cUtE
الخميس يونيو 11, 2009 2:06 pm من طرف دموع الاحزان
» •.°.• صفحاتي ملونه •.°.•
الأربعاء يونيو 10, 2009 6:13 am من طرف دموع الاحزان
» هل تعرف كيف ترسم صورتك بعين الاخرين؟؟؟؟
الأربعاء يونيو 10, 2009 5:58 am من طرف دموع الاحزان
» لو كنت{شمعـة} فلمن ستحترق ؟
الأربعاء يونيو 10, 2009 5:50 am من طرف دموع الاحزان
» من هم الاكثر تلاعب بالمشاعر
الأربعاء يونيو 10, 2009 5:43 am من طرف دموع الاحزان
» سيأتي يوم ينظر الجميع لإسمك ليجدوا بجانبه ( غير متصل )Offline !
الأربعاء يونيو 10, 2009 3:47 am من طرف qween love
» خامس دولة تتعرض لمضاعفات التغيرات المناخية
الإثنين يونيو 08, 2009 1:18 am من طرف ابو ندين
» الاكثر ضحكا هو الاكثر حزنا .....!!!
الأحد يونيو 07, 2009 10:14 am من طرف دموع الاحزان
» أجمل الأواني
الأحد يونيو 07, 2009 10:09 am من طرف دموع الاحزان